تعليقات كمال العيادي في موقع دروب 1

أديب تونسي صاحب كتاب شربل بعيني الملك الأبيض
نشر هذه التعليقات في موقع دروب

فوانيس المحبةـ1ـ
حبيب الجميع،
صاحب فوانيس المحبّة شربل بعيني،
أنا المكوّر كاللّوز الفجّ.
خاتم رسائل حبّه.
أنا النّابض فيه.
وإنيّ النّداء والخباء.
أشجار عفصٍ،
منذورة ثمارها لرموش النّسـاء.
الأسود الأخدود،
وملح الجفون الذي لا يخون أنا.
أسوق جمر الحزن للمناديل الورديّة
وأقرع طبولي لأدلّ السّائلين وقطّاع طرقي عليّ.
وأدلّ العابرين.
آيتي اللّيل والقمر ورجع الأنين.
أنا البدء فيه.
وانّي الرّحيل
والمنتهى..
فعلام لا يراني بعيونه كلّها؟
وعلام يصمّ آذانه..
فلا يوجعه هذا البكاء؟
أأصالحه؟!..
مثخّنا بجراحه فيعرض عنّي وينكرني.
وأقرع كلّ طبولي على شفرة لا يخطأ جمرتها:
إن هذي عروقي،
رسل الصّلح إليك.
ـ2ـ
لم أذنب سيّدي فسامحني.
واغفر زلّة لم آتها بعد.
هاك ما قلت محبّة.
وشرائط آثامك هاك.
مضمّخة بالوجع المراق.
ومزيّنة بألوان الخمر المعتّق والجمر الدّفين
وفتاوى الوشاة والعابرين.
خفّف عقابي، سيّدي، عن ذنب لا أراه.
وادفع لي بأحبّة لحاجة قد تفيض.
أشير بدهشة صوب خبائهنّ بسهامي
فتقصدها قوافل المرّ والندّ وذاك البعيد.
أَتحفظ قرآن النجوم والكواكب كلّها
وتعرف من عناوين اللّيل ألف بيت وتبكيني،
وأبكيك حتى رعدة الفجر وتخبّأ في صناديقي،
ثقل أسرارك كلّها ثمّ تنكرني، كأني الخائن؟
لم يتّسع وقتك لتعرفني، ولم تتخذني يوماً نديماً.
ـ3ـ
لست الخائن. ولست زير النّساء.
هنّ كتابي اليمين.
واضع حرجي عند يقين اليقين.
فعلام أعتذر عن ذنب لا أراه.
النّار السّلام أنا.
أنا الذي يفكّ القيد
ويرفع حرج النّساء.
أقشّر خشب توابيت الصّمت
وأصارع الوحش فيهنّ؛ النّساء.
ـ4ـ
لم أخن ولم أذنب كي أتوب.
أأتوب عن تخليص سبائك النّار من النّور؟
ترى حفير جراحي وتسمع أنيني وزفيري.
فتحسبها سياط الذّنوب.
يا وحدي المرّ…
أحرق بخوري عند كلّ أصيل.
كل بيت دخلته قبّلت حناياه
وأحرقت ملحي لقراه
فتضوّع دخان بخوري وأعشابي
عند مفاصل كوّاته وزواياه.
هنّ حروفي وطلاسمي.
هنّ النّساء.
هنّ نون الضّاد في أدمعي.
وأنا مفتاح القلوب المسنون
من خشب الصندل.
أنا المسكون بمصابي والحنين
منذور نبضي للأنين.
لفتح مغالق الياقوت في خبايا صدورهنّ.
وشفاههنّ.
وخبايا الكبد واللّسان,
وما لا تعرفون فيهنّ.
النّار والنّور في مدافئهنّ.
وقدري أن أكون رسولهنّ
بنارهنّ أحترق ولا أشكو لهنّ
أنا خشب الصندل المعطّر بريح السفن القديمة.
وهنّ الأتون.
فهل سمعت سيّدي عن خشب
لا يخشى نار الأتون؟
ـ5ـ
أنا النون.
الصخب والسّكون.
سقيت من آبار دمي كل ظمآن
وسوّيت انحراف القوس
وزغريدة العرس بنسغي الحنون وخواض الحنّاء.
لهنّ.
هنّ.
ودموع الأمّهات الواقفات عند بابهن.
المتّكئات عليّ بأظافرهنّ.
هنّ.
وتهجّأت فيهنّ الحرف الحرام.
أغمسه في دمي المدام.
وحين يتسلّق أسوارنا المنام.
ويعود لأعشاشه طير الغمام.
وترتخي ضمائد الجراح.
وتسكن أوجاع القروح.
وتعانق الرّوح،
مفاصلها الرّوح،
يصرخ السندباد فيّ.
ويصهل الوحش المبلّل بطين أوديتي.
أراني أعود، كما الطفل الوليد.
يتحسس بأصابعه حروف أسمائهنّ.
هنّ.
اللّواتي عرفتهنّ.
كما هنّ.
ـ6ـ
لست المذنب سيّدي،
لا ولا الخائن.
ولست زير النّساء.
أنا قلبك.
وهنّ كتابي اليمين.
هنّ الواضعات حرجي، عند يقين اليقين.
ألف..كاف.. عين وميم.
صاد.. ضاء.. دال وسين.
لكلّ الأسماء ميناء واحد،
تحضنه السّفن الغريبة إلى حين.
فعلام تطرق باباً لست تقصده؟
وعلام تصمّ آذانك دون هذا الأنين؟
محبّتي يا شربل..
**
نبل.. وتطاولالرّائع
الدّافئ
الشّاعر
الإنسان
النّبيل، شربل بعيني
نبلك يغرقني في لجّة من الغبطة والزّهو
حقّ لمثلي أن يتطاول بمثلك
وحقّ لنصّي أن يتطاول بكلمتك وشهادتك..
وهي عندي ثمينة
عزيزة
نافذة
مؤسّسة
عامك سعيد وعمرك مديد
وكلّ عام وأنت وعائلتك بخير
دمت مبدعا كبيرا في كلّ أمور الدّنيا والكتابة
**
معايدةالكبير شربل بعيني
كعادتك، تنشر في الدّروب آثار خطاك
لتترك للزّوار حريّة التّجوّل بين الفوانيس،
والتّلاقى عند مداخل أبوب المحبّة السّبع.
تدلّ القوافل لإتّجاه النّجم البعيد،
وتعدّل مسار الضوء،
ليسقط حيث كان ينبغي له أن يسقط.
تفعل كلّ ذلك،
وأنت تتوارى ما استطعت لنبل نراه،
ونستدل بنصّك ومواقفك على خطاه.
هيّ فرصة إذن،
أن أحيّيك تحيّة من يعرفك
وأتمنّى لك ولعائلتك..
ولأرضك..
ولحلمك..
ولنصّك..
ولكلّ عزيز قريب منك،
سنة كلّها خير وبركة وسلام وحبّ..
سنة خاليّة من الكوارث الطّبيعيّة والبشريّة..
سنة الرضى والبناء..
سنة التّواصل والنصّ الباقي..
سنة شربليّة بكل ما في الإسم من معنى
يفيض ويضوع منك عليه،
كونك حامله وكونك فيه،
عام سعيد و كلّ سنة وأنت متقدّم
ناجح.. فاعل.. سبّاق.. عزيز.
**
صباح الخير.. مساء الخيرالعزيز شربل بعيني
جمعك لتعليقاتي وردودي على تعليقات المبدعة الصديقة فاطمة ناعوت، أدخل الكثير من البهجة والفرح إلى نفسي، خلال جمعة هيّ من أثقل الأسابيع وطأة على نفسي… ولعلّك تعرف ثقل آخر جمعة في السّنة على المغتربين… حيث لا الأهل أهل، ولا الأصدقاء أصدقاء ولا اللغة لغة.
لقد زرت موقعك عديد المرّات هذا الأسبوع، وكنت كلّ مرّة أخرج منه وأنا أضمر صادقاً العودة إليه… وقرأت ما جمّعت من رسائلي ورسائل حسين وفاطمة وكتّاب كبار.
قرأت ذلك بكلّ حبّ وامتنان، ذلك أنّني أعرف أنّ سعادتك لا تكتمل إلاّ بسعادة الآخرين… وقد حدست ذلك منذ أوّل مقال لك بدروب.
كما أنّني علمت أنّني كتبت خلال ستّة أشهر أكثر من 370 تعليقاً وردّاً بحيّز كتّاب دروب… وسعدت بذلك كثيراً… وكم أودّ أن يستعيذ كتّاب دروب عن الكسل المزمن، ويساهموا في ما نسعى إليه، من ربط أواصر الصّداقة بين الكتّاب، ليس فقط بتحايا تحفّز وتؤسّس وتنزل برداً وسلاماً، وتشعل جذوة القلب والرّوح، وتكنس الوحدة والخوف والكآبة والمرارة والموت… ولكن أيضا بالنّقد البنّاء وابداء الرّأي، والمشاركة الإيجابيّة.
النّصوص ملقاة على قارعة كلّ موقع، الجيّد منها والرّديء، ولكنّ ميزة دروب ورهانه: التّفاعل الإيجابي بين الكتّاب، والتأسيس لمشروع الحبّ العظيم… المحبّة البنّاءة… أن يقول الكاتب للكاتب، صباح الخير… قرأت نصّك … مساء
الخير… شكراً لما تمتعنا به… إضافة لكلّ ما يمكن أن يكتبه حول النصّ إذا كان لو رأياً فيه أو تعليقاً عليه، هذا كلّ ما في الأمر، ولن يرى في ذلك عيباً إلاّ أعمى أو أعشى أو من في قلبه مرض.
مودّني ومحبّتي أيّها الكبير… وعامك سعيد أنت وكلّ عائلة دروب… بعد أيّام سنزفّ لكم خبر - القارئ رقم نصف مليون - بعد تجربة ستّة اشهر لا غير… نصف مليون قارئ سيكتمل عددهم بعد أيّام قليلة، زاروا موقع دروب. وهذا رقم شبه مبالغ، لم يحقّقه موقع الكتروني جاد في أيّ يوم من الأيّام، أليس من حقّنا أن نفتخر إذن بما حقّقناه جميعاً؟؟ هنيئا لنا. وهنيئا لموقع دروب بقلمك وقلبك وروحك واخلاصك ونقائك.
**
تربة الواقعالعزيز الأستاذ الكريم شربل بعيني
شكراً جزيلاً على رسالتك المؤثّرة، والتي تشي بالكثير من نبلك، وتكشف بنفاذ عن معدنك الصّافي، وسموّ نفسك.
عموماً، هيّ فرصة لأحيّيك من جديد، والحقّ الحقّ، أنّني كنت كثيراً ما صرّحت بانّ ما تكتب، ينشر جوّا خاصّاً في الموقع، من الصّعب أن تحاكيه نصوص اخرى، فأنت تتحدّث بدون عقد وتداخل. أنت تكتب للنّاس عن النّاس بلغة النّاس، فإذا لم يكن ذلك غاية التّواصل، فبئس الكتابة؟.
أنت رسمت خطّاً واضحاً، بيّناً، بسيطاً عميقاً، تماماً مثل بساطة وعمق شارلي شبلن ملهمي الكبير.
نصوصك ضاربة بجذورها في تربة الواقع تنتحل منه مشروعيّة تحبيرها، وخصوصيّتها أصلاً، فأرجو أن تحافظ على هذه البساطة العسيرة المنال. وأرجو أن تجمع في كتاب نثري أو أكثر لأنّ أغلبها يمثّل التّاريخ البديل للمهاجرين باسترليا. وهذا رائع.
مرّة أخرى شكراً. ولك من مونيخ كلّ بهجة الصّباحات البكر. والأبكار.
لا تتصوّر كم تعجبني كلمتك، كلّما شطّ أحد القرّاء في البلادة. كلمتك حين تكتب له آخر التّعليق- ثمّ أنّني أعرف أنّني سأرى الله. أنا مسلم، ولكنّني حين أقرأ عبارتك، أشعر بأنّني مسؤول أن اكون شاهداً على ذلك، ذلك أنّ الله ايضاً في قلبي، وهو رحب ومتواضع بشكل أنّه لا يتردّد في حضور قداس يوم الاحد بكلّ الكنائس ليسافر ويحطّ يوم الجمعة في كثير من القلوب الأخرى، مارّا يوم السّبت بمضارب تبكي حقّا من الوجد لوجوده، بعيدا عن مشاكل الأرض الزّائلة.
**
أنت قيروانيالصّديق شربل بعيني
ردّ على تعليقك السّابق لي.
انت إذن قيروانيّ؟ حتّى قبل ستّمئة سنة من تأسيس القيروان. ذلك أنّها تأسّست سنة 50 للهجرة على يدي عقبة بن نافع، كما تعرف. وحكايته المعروفة مع سباعها وزواحفها ودعائه المشهور لإخراجها.
أعرف قصّة سمعان الوارد ذكرها بالإنجيل. وأعرف أنّك لا تحمل صليباً، ولكنّك تحمل مرآة نرى فيها بعض حماقاتنا فنخر من الضّحك. كلّ ذلك بما تزقزق في صدرك من عصافير منشرحة تنشر بين الدّروب جوّا من المرح وعذب الألحان الخفيفة.
شكرا مرّة أخرى.
**
الملك الأبيضالعزيز شربل بعيني..
أوّلا ، أتقدّم منك بأسمى عبارات الشّكر والإمتنان
لما تبذله من جهد وسعي لخدمة الأدب والإبداع.
وآخر آثارك فينا - مجلّة ليلى الإلكترونية- لا أقول موقع ليلى!
لأنّ ما أنجزت خالد كالورق،
وأكثر.
أحبّك أيّها الإنسان الرّائع..
وأحبّ نصّك..
وأستشعر مرح قلبك واتّساعه.
ولو كان للغريب أن يكتّف غربته، لكتّفتها ببعض حضورك في قلبي.
طوبى لنا بك، أبا روحيّا وصديقا لا يخون.
يسوق الجمر والدّفء والصّدق للخيام المنثورة في أتون الكون البارد.
شكرا يا غالي..
شكرا أيّها الملك الأبيض..
وحارس حدود لبنان من نزق لبنان..
أيّها الكاهن البديل، الذي يتربّع على عرش استراليا منذ عرفناه..
يا صاحب سور القيروان الشّرقي..
محبّتي الجبّارة
**
نكتة وبهجةالصّديق والأخ العزيز شربل بعيني الهمام..
وصلني ردّك أكثر توسّعا على بريدي الشّخصي، وكان يجب استحضارك لتنال حظّك من طبق الحلوى.
أنت تستحقّ كلّ الحبّ..
لأنّك أحد علامات الحبّ بدروب.
ثمّة أغبياء كثر طبعا يهاجمونك..
ولا يفهمون نصوصك،
وكأنّك استحوذت على برنس جدّهم.
أنا لا افهم من لا يراك..
كما أنت.
أنت لا تؤذي أحداً.
ولم تصرخ يوماً أنّك منزعج من منافسة ماركيز
أو ميلان كوندرا لك.
أنت لم تفعل اكثر من أنّك تكتب
بطريقتك الخاصّة جدّا.
الخفيفة..
النّظيفة..
العفيفة..
الشّريفة..
المرحة،
عمّا ينطّ قدّامك وحولك.
وهذا والله جميل ورائع.
إسمع يا شربل بعيني،
دعك من كلّ ذلك..
أنت سترى الله.
فلا أتصوّر جنّة من غير موقع محترم
مثل هذا الموقع..
ولا أتصوّر أنّ كلّ كتّابه
من المؤمنين المتزمّتين..
وأصحاب المشاكل،
الذين يكتبون شعرا نثريا يوجع القلب..
عن آلام أرضيّة بحتة..
لا يمكن أن يسمح الله العادل بهذا.
أنا اضمن لك أنّك صاحب ركن متميّز
في الجنّة ايضاً،
أو في السّماء.
تماماً كما أنّ ركنك،
ونصوصك متميّزة بدروب.
فتحيّة لك أيّها الجميل المبتهج.
يا موزّع النّكتة والبهجة..
**
مداواة بالحبمن المؤسف حقّا ان يصل التوتّر بالبعض لحدود العنف اللّفظيّ. هذا تشنّج لا يخدم أحداً، بل هوّ مدعاة للرّثاء لهذا البؤس الثّقافي الذي لم يخلُ منه درب من الدّروب في يوم ما على كلّ حال. ولكنّها دروب لا تفضي للأسف إلاّ لتقاطعات متاهة تفضي بدورها لمتاهات أخرى حالكة. عموما هذا رأيي فيما خربشه القارئ أو القارئة سماح والمجهول الذي حاول أن يمكر في القذف والشّتيمة بتشطير أسم شربل (شر.. بل) وتقسيمه إلى مصدر من حرفين وفعل أمر من حرفين.
وكم وددّت لو خصّص فهلوته اللّغويّة فيما قد يقدّمه قيد أنملة بعيدا عن السّباب الذي لن يضيف إليه غير بقاء اسمه كما أمضى به - مجهول - ألا توافقني الرّأي يا مجهول ؟؟؟ بالنّسبة لسماح، فما خطّته - بدون تعليق.
أنا شخصيّا أعتقد أنّ الأخ شربل بعيني قد جندلهما بسيف الحبّ. وصرعهما بتعاليه عن الردّ. يذكّرني موقفه وردّه بقصّة الفرعون الشّاب أخناتون الذي نظر جزعا لرئيس شرطته وهو يدخل عليه شاهراً سيفه ومقسماً للملك الشّاب بأنّه سيجندل كلّ من يقترب منه من المتجمهرين في بهو القصر بتحريض من الكاهن الأكبر بغية قتل مليكهم الشّاب. نظر إليه وقال : إغمد يا هذا سيفك، وداوِ النّاس بالحبّ، فإن لم يداوهم الحُبُّ فسيداويهم المزيد من الحُبِّ.
من ناحيّة أخرى فالأخ شربل بعيني ينشر جوّا خاصّا طريفا أسلوباً ومؤلماً مضموناً. تماماً من فُـتاة وبقايا مائدة الحياة. ثمّ أنّ الرّدود التي ترد أحيانا تزيد
الملح بهاراً، وتذكيه، فتكون القراءة متعة مزدوجة وكاستراحة المسافر المتعب من الدّروب بين الـ (… دروب)
تحيّاتي ومودّتي إذن يا أخ شربل، أنت لم تدّع يوما أنّ ما تكتبه أدباً، إنّما هيّ مقالات تتعرّض لظواهر اجتماعيّة بأسلوب لبنانيّ طريف. لهذا ولكلّ ذلك، فنحن في انتظار مقالك القادم، ساخناً من استراليا، مضمّخاً بروح الزّعتر والهيل والمازة اللّبنانيّة.
مودّتي واحترامي.
**
شارلي شابلنالعزيز شربل بعيني
القردة قردة..
الجرابيع جرابيع..
والأسود أسود..
كلّ يعوج على طبعه..
أمّا أنت يا صديقي،
فشربل بعيني،
الذي لا يخون
بسيطاً..
عميقاً..
كشارلي شابلن.
توزّع فطائر قلبك،
وتصبّ للزّوّار والعابرين من معتّق روحك الزّلال.
تقف عند مداخل الدروب..
ترشّ الوجوه الكالحة من مرشّ الزّهر.
فيندهش من ساطه الرّيح..
ولوّحته الثنايا،
ويزهو الأحبّة،
فيتعانقون..
شكرا أيّها البسيط الرّائع..
الباسط كبده فراشا وغطاء لكلّ الضيوف..
وأكثرهم لا يفقهون..
**
سور القيروان الشرقيالرّائع شربل بعيني
كل سنة وأنت بخير يا شربل بعيني
أيها المتوقّد
الرّاقي خلقاً وأخلاقاً ونصّاً
لا اعرف بماذا أجيبك
ولا بأيّ الألقاب اردّك
البحر:
وقد أهديته لفاطمة ناعوت!
مملكة النّورس:
وقد أهديتها لآسية السّخيري!
قصور دمشق:
وقد أهديتها لسعاد وفواز قادري!
قلبي:
وقد اهديته ياسمين وسهير!
بيتي:
وقد أهديته صاحبه من جديد!
فماذا أردّك إذن؟
إسمع، هذا ما تبقى. خذه:
سور القيروان الشّرقي.
**
هو الصليب من جديدالحبيب القريب الغريب مثلي
عن كلّ هذا الحفل وألوانه الصاخبة،
صديقي ونديمي….
نديمي الذي من الجمر ملبسه،
الكبير شربل بعيني،
هو الصليب من جديد…
حينا من الخشب الإبنوز…
وحينا من سيخ الحديد.
وأنت الذي تحمل صليبك
أيّها المرتحل في مدن الرّوح البعيدة،
أراك تطبطب على كتفي
كلّما أحسست أن ّ الوهن نال منّي.
وأنّ صوتي قد يخون أمانة الأغنيّة الحزينة.
وأنت الذي مذ عرفته،
جوّال بين أوديّة الكلمة المعتّقة…
تكلّف نفسك الأمرين حتّى تقطف للأحبّة
خير الفاكهة من شجر الرّمان المعتّق…
تقلّم عن الأشواك شرّها،
وتقشّر من دمعتك مرّها،
لينتشي الزوّار بمرح الحكاية…
تلك الحكاية التي تنغرز في اصابعك
ولسانك أغلب الأوقات.
عرفت من خلالك صباح استراليا…
فتنة ليل البلد البعيد.
عرفت من أخبار الشطّار
ومن ظلم الأهل والعشيرة والدّار…
ما كدت معه أحسبني لم أغادر يوماً
ذلك الوطن الذي لم يكن قبل ذلك،
إلاّ مساحة شاسعة تتقافز في تربتها إناث الكونغورو،
حين موسم فتنة الخصب.
عرفت كلّ ذلك منك أيّها الكبير…
قبل أن تأخذك مجلة ليلى عنّا أو تكاد…
عرفت كلّ ذلك منك…
وأحبّ ليلى كما يحبّ كلّ قيس ريح الجنوب.
فما بالك تسألني عن أمر هوّ بعض حقّك عليّ؟
محبّة يا غالي..
**
نور الله
الغالي شربل
دمت ناثرا للبهجة
وناشرا للمحبة
والأخوة
والتسامح.
محبة..
ايها المسكون بنور الله
**
جدول صغيرالعزيز شربل بعيني
ها أنت تفتح لي بموقعك جدولا صغيراً،
كونك عارف أنّه لا بدّ فائض
بما سيرشح منه يوما بعد يوم.
لا أحسب أنّك تراهن عمّا في حافظتي من الكلام
ذلك أنّني مدين لك أيضاً بأنّك ما أنت..
كوني لا أطمع من سقط الدّنيا
بغير بعض قلب ممّا تحمله أنت..
قلب يضوع بالحبّ الطّاهر،
الصافي، الزّلال..
يبوس نصف العالم معانقاً
حتّي وربع العالم يغرس ثلث مخالبه في كبده.
صليبا ثقيلا ما تحمل يا شربل..
ولكنّك ماض به
وهذا لا أشكّ فيه
فليكن ما كان منك وما سيكون
وليكن أنّنا نقبلك، كما انت: أوّل الأحبّة صباحاً
وآخر الأصدقاء إذا جنّ المساء
واتّجه كلّ إلى غابته يستنبح كلابه.
شكرا أيّها العزيز لكلّ هذا الحبّ والصّدق..
**
هي أرض الربشربل بعيني المبدع
رغم ما تغرسه فيّ قصيدتك هذه:
أرض العراق.. أتيتك..
من أسياخ وقصب..
ورغم ما تستدرّه من دموع،
وخجل،
ونخوة،
وغضب.
فإّني اشكرك مرّتين:
مرّة لصفاء اللّغة،
وبساطة المعنى دون حذلقة
ولا ادّعاء لا يناسب المقال.
ومرّة لأنّك تحلّق بقلب الشّاعر
فوق كلّ الأقبية المفتكّة،
تذود عنها بما وسع قلبك
من حبّ،
وشهامة،
وعزّة،
ونبل..
تطرد الجعلان من سياق اللّغة
ومن مزارع المساجد والكنائس
هي أرض الربّ يا شربل..
كانت..
وستكون
ولكنّها أرضنا
أرضنا جميعاً
أرض كلّ شاعر لا يخون
وأنت يا شربل،
شاعر أرضك بكر
ولغتك محنّكة..
وبين هذا وذاك روح من بعض الله
وبساطة من بعض البشر
وقلب من بعض النّور
شكرا أيّها الشّربليّ
أنت بعيني وعيوننا جميعا والله.
**
أنبياء الحبالكريم شربل بعيني
بل الكبير ولا فخر
أمّا كونك لم تشبّهني بالقاتل نابليون
فهذا من حدس فيك..
احسبه لك كعادتي
ولا أحسب أنّك كنت ستنتهي إليه
في ختام حكمك فيما رددت.
وأمّا حنّبعل،
أو هانيبال،
فأنا أفضل منه كوني حيّ
والحيّ أفضل من الميّت،
فضلا عن كوني لا زلت أرى كلّ قادة التّاريخ ملوّثين بالدّماء.
وأمّا عن ظنّك أنّني لا زلت أخرج من معاركي منتصراً..
فإنّني أكتفي بأن أرفع لك بشكواي،
وبكلّ ما ينزف ويتفاطر من قلبي،
كوني أكره المعارك التي لا علاقة لها بالنصّ
أو الإبداع،
ويعلم الله كم أندم على ما أضيعه منذ أشهر في الردّ وذبح الخنازير والخرفان،
وأمّا عجبك أنّني أخرج من كلّ معركة منتصراً..
فسببه أنّني أتعلّم منك
ومن الكبار أمثالك من الكتّاب
أولئك الذين لا يسقطون
كونهم لم يخلقوا من كاغط،
ولا ورق مقوى
بل هم أنبياء الحبّ ورسله..
ثمّ هناك شياطين يحبّون الله..
كلّ الله..
ويحبّونني.
فشكرا أيّها الكبير أنّك تحبّني وتحبّ الله..
تماماً مثلي.
**
هدية صلحالعزيز،
المبدع،
الصّديق،
الغالي شربل بعيني
قَلْبِي يَتَوَسَّلُ أَنْ أَلْهُو
وَالْعَقْلُ يُنادِينِي: إِعْقَلْ
ها أنّك تعربد من جديد في حجرات قلبي،
وتطلّ من كوّته الوحيدة،
ملوّحا للأزرق بمنديل خاصّ
لا يمسّه غير أحبّة أرتضي ملامحهم
وأفكّ طلاسم أنينهم.
ها أنّك، تهيّج علينا كلّ الخيول العربيّة،
فننهض بغضبة الأعراب لردّها
إلى غابة حزننا المتشابكة.
بيان ضدّ الثّلج،
بيان ضدّ الموت،
بيان ضدّ ممالك اللاّحبّ قصيدك هذا،
وقصيدتك هذه.
كما الرّوح،
كما السكّين،
لا مذكرّ تتطاول غلظته،
ولا مؤنّث تميع أنّاته….
كذلك هوّ هذا- هذه القصيدة القصيد.
أَرَقُ الْعُشَّاقِ أُكابِدُهُ
وَأُعانِي مِنْ لَيْلٍ أَطْوَلْ
أيّ صفاء هذا،
كبرياء اللّغة ونقائها،
وأنين الجرس يقرع كلّ الطّبول،
ويبلّل صدره بدموع حارّة،
تهبط بردا وسلاما…
كأنّها تنادي: السّلام السّلام،
أيّ توهّج وصدق خيطاه اللّغة المتينة الحرّة،
النّاضجة،
الدّانيّة،
القانيّة،
الرّانيّة،
والردّة لزمن العواطف العواصف
التي تهدّ الجبال وتهزّ البحار الوديعة.
كأنّني أسمع صوت الرّيح..
كأنّني أرى اللّون يمشي،
كأنّني عند باب القصيدة - بكراً - أبيّة
تتمنّع على الغرباء.
أفسدت قصيدتك نومي هذه اللّيلة،
سأعود إليها كي أصالح نفسي
وكلّ حبيبة خنتها،
وقايضتها بوعود الشّعر ووجع الكتابة.
سأعود مستغفرا، تائبا…
وأقدّم قصيدتك هذه هديّة صلح.
ومهرا لكلّ عروس من بنات - ذاكرتي -
ومن عصافير غابات حزني البعيدة.
أنت تعيد لنا الثّقة في الشّعر،
كونه أوسع من ذائقة مؤطّرة…
وأنّ الأجناس، والطّرق، تفاصيل،
خارج الشّعر أصلاً.
شكرا أيّها الرّائع.
شكرا لكلّ هذا الشّعر والشّاعريّة.
محبّتي الصّادقة.
**
النور والضوء معاًالصديق شربل بعيني
أنت لا تكتب مجرّد قصائد
أنت ترسم الضوء..
تقول الضوء..
تستحيل النور والضوء معاً..
وفي ذلك فقط يكمن السرّ
تحياتي أيّها الكبير.
**
أبعد من ذلكالعزيز شربل بعيني
أوّلا أحييّك لأنّك تطرح مواضيع ساخنة
ومسكوتاً عنها من أمراض المجتمع الحديث
من وباء العصر وأدرانه.
غير أنّني أعتقد أنّ الأمر يتعلّق بحالات مرضيّة شاذّة
ففي الحقيقة هناك وهم،
ومغالطة خطيرة حين نطرح المسألة من هذه النّاحيّة
فليس هناك أب يغتصب ابنته..
بل هناك حيوانات بشريّة فقدت كلّ ما يمكن أن يبرّر انتماءها للكائن البشري السّويّ.
هم شواذ. قلّة..
ومن أقذر ما أفرزت حضارة الآلة
والمجتمعات الإستهلاكيّة.
ولا ينبغي ربطه بحالات شاذّة وموجّهة جدّا،
من المجتمع الإسلامي.
كما فعل الأخ صاحب التّعليق الأوّل
ذلك أنّنا نقرأ يوميّا أيضا عمّا يحدث من رجال دين في أوروبا.
وهذا لا يخفى على أحد..
فلا ينبغي تهميش المسألة بربطها بشخصيّات من المؤسّسة الدينية.
الأمر أبعد من ذلك.
**
بساتين غربيةالعزيز شربل بعيني
الحقيقة أنّني كثيراً ما أطرق أبواب نصّك العديدة
لأستريح من نزق الرّيح،
وفساد السّرد المليء بالغبار،
وبما هوّ صالح وطالح،
وكنت دائما مطمئنّا إلى أنّني واجد
في حدائقك من الأرض
ما يكفي لأرى السّماء صافيّة،
أو أتنعّم ببعض رضاض طيّب عطر
غير أنّني لا أخفيك أيضاً
أنّني لا أخرج من بساتينك الغربيّة
إلاّ محمّلا بما يكفي لزاد اليوم وأكثر.
ممتنّ لك، بكلّ ما حمّلت من ثمارك
وسلاسة أسلوبك المتين.
**